Tuesday, March 10, 2015

لو يعلمون ما في العتمة والصبح

قال رسول الله ﷺ :

 ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا )

فيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين ، والفضل الكثير في ذلك لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره ، ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين .
وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة ، وقد ثبت النهي عنه ، وجوابه من وجهين : أحدهما أن هذه التسمية بيان للجواز ، وأن ذلك النهي ليس للتحريم ، والثاني وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة لأن العرب كانت تستعمل لفظة العشاء في المغرب ، فلو قال : لو يعلمون ما في العشاء والصبح لحملوها على المغرب ، ففسد المعنى ، وفات المطلوب ، فاستعمل العتمة التي يعرفونها ولا يشكون فيها ، وقواعد الشرع متظاهرة [ ص: 119 ] على احتمال أخف المفسدتين لدفع أعظمهما . قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولو حبوا ) هو بإسكان الباء وإنما ضبطته لأني رأيت من الكبار من صحفه .
البخاري،،
العتمة : صلاة العشاء
الصبح : صلاة الفجر